هل ستموت أمريكا ؟ ............................................. تحليل اقتصادي

يقول أبو البقاء الرندي في قصيدته الشهيرة:

لكل شئ اذا ما تم نقصـــــان...فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول...من سره زمن ساءته أزمان

الاقتصاد الامريكي يمر بمرحلة صعبة جداً، فمن أزمة الرهن العقاري، الى أزمة بطائق الائتمان، الى فاتورة الحرب العالية التكلفة. في حرب فيتنام، كانت تمول تلك الحرب من الضرائب، ولكن حرب العراق وافغانستان، فهي تمول من بيع سندات حكومية تلك السندات أصبحت حبراً على ورق مع أزماتهم الاقتصادية وانهيار عملتهم الدولار، رغم التصحيح الذي حصل قبل أسبوعين...

القوة العسكرية قائمة على قوة الاقتصاد الأمريكي من شركات نافذه وأموال ضخمة اخذت تتبخر كلما كبرت كرة ثلج الرهن العقاري وأزمة الائتمان العالمي البنوك العالمية والمرتبطة بأقتصاد امريكا، التي بدأت تئن وتشتكي وتبكي وتتباكى على تلك الأموال المتبخرة ...

في اجتمال الدول السبع، امهلت تلك الدول بنوكها 100 يوم فقط لكشف خسائرها في تلك الأزمة. أسواق المال بدأت الهجره والخروج منها الى أسواق السلع الأساسية من غذاء وبترول ومعادن فتراها في أرتفاعات متتالية لدخول سيولة ضخمة خرجت من أسواق سوق المال العالمية المنهارة ...

فقد مستثمرون عرب وخليجيون مئات المليارات وتبخرت اجزاء ضخمة من ثرواتهم بسبب أزمة الائتمان العالمية، بعد أن ضربوا الأسواق العربية والخليجية وهربوا بتلك الأموال الى الغرب فقدوا تلك الأموال، مثلما حصل بسوق الاسهم الخليجية عام 2006 ولكن هي دعوة مظلوم، سرت بليل، غفل عنها الظالم، ولم يغفل عنها المظلوم، وبالآخر ضرب هناك مع الهالكين اقتصادياً. اقتصاديات الدول التابعة للاقتصاد الامريكي، القائم على النظام الربوي، ستغرق فور اعلان غرق الدولار الامريكي ...

ومن المؤسف أن ترى أن البنوك الخليجية والعربية تتبنى الدعاية المكثفة لتوريط المواطنين في الرهن العقاري، في وقت ظهور نكباته على الشعب والحكومة الأمريكية ...

يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:
(يَمْحَقُ الله الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ واللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) (سورة البقره 276 )

الاقتصاد الامريكي يتهاوى ويترنح بشدة، كما قال العرب قديما: البعر يدل على البعير ..والأثر يدل على المسير. أفول القوة الاقتصادية يتبعه سقوط القوة العسكرية الداعمة مادياً له شاء من شاء وأبى من أبى. يؤدي سقوط تلك الامبراطورية الضخمة القوية الى تفككها، خاصة أنها مُكوّنه من اتحاد ولايات فيها الغنية والفقيرة. ماهو المخرج ؟ يشير بعض المحلليين أنه لا يوجد مخرج للولايات المتحدة الامريكية الا شن حرب جديدة وهو السبيل للخروج من الاخفاقات الاقتصادية والعسكرية، لا بد من شن حرب ولا بد من ايجاد عدو وتجييش العالم له. يجيشون العالم حالياً ضد ايران وليس أمام امريكا من مخرج الا شن الحرب، لعل تلك الحرب توجد حلاً للأخفاقات العسكرية والاقتصادية !!

تعالوا نلقي نظرة على مجلة الاقتصادية (The Economist) عدد 5 نيسان / ابريل 2008 التي تظهر الضغوط الائتمانية التي سببتها أزمة الرهان العقاري. أزمة الرهان العقاري وخسائرها 400$ مليار (Subprime Mortagage Market Crisis). "يعتبر عام 2000 بداية تكّون فقاعة السوق العقاري في كثير من الدول الصناعية وخاصة أمريكا عندها قامت البنوك بتقديم تسهيلات غير مسبوقة للقروض العقارية بأنواعها وخصوصا السكنية مما أدى إلى ارتفاع أسعارها تبعا لذلك. حصلت الازمة في عام 2007 عندما عجز عن سداد هذه القروض الربوية معظم المدينين ونتيجة لذلك لم تعد هذه البنوك قادرة على تسلم أقساط هذه القروض ! وهذا عامل آخر أثر سلبا على على العملة الامريكية لأن أكثر المتضررين كانوا شركات وأفراد أمريكيين" .... انتهى النص

كلام خطير جداً ! جشع البنوك الربوية بتقديم تسهيلات مغرية وهذا الذي يحصل الآن بالدول الخليجية. عدم التسديد يؤدي إلى ارتفاع الفائدة وفقا للمخاطرة ! المشكلة أن المال صار دولة بين الأغنياء وتآكلت الطبقة الوسطى وتضاعفت أعداد الفقراء تماماً كما يحدث في أمريكا حيث كشّرت الرأسمالية عن أنيابها وصار البقاء للأقوى، وهذا ما أخشاه خصوصاً بدول الخليج ...

نقلاً عن وكالة رويترز، شركة جنرال موتورز الامريكية ستحتاج لتدبير سيولة تصل الى 15 مليار دولار وان الافلاس "ليس مستحيلا" اذا استمر تدهور سوق السيارات الامريكية. أيضاً، مقاهي ستاربكس تسعى لإقفال 600 فرع لها بالولايات المتحدة الامريكية !

يا سادة .... لغة الأرقام دائما لا تكذب !

9.5 ترليون دولار ديون الولايات المتحدة الأمريكية المستحقة !

482 مليار دولار عجز في ميزانية الولايات المتحدة الامريكية !

[size=21][b]هل انهيار الاقتصاد الامريكي وموته امر محتم؟ أم مجرد أماني؟[/b][/size]

من هنا وحتى انتهاء فترة ولاية الأحمق، ستتحدد أمور كثيرة تهمنا اقتصادياً ...

أختم بمقولة ابن خلدون في مقدمته الشهيرة : من علامات ودلائل انهيار الامبراطوريات والأمم، الضعف الاقتصادي وانهياره، ثم يتبع ذلك الضعف العسكري وانهياره، ثم بعد ذلك تسقط تلك الامبراطورية وتنهار ...