تبدأ قصتي من داخل الفصل المدرسي حيث كنت أفضل أن أجلس على المقعد المكسر على أن أجلس مع التلميذ و اعتدت أن يناديني زملائي بالفتاة المقعدة لكني لم أكن آبه لهم ولا لاستفزازهم لي. فتارة كنت أواجه ببعض الكلام، و تارة ألتزم الصمت محتسبة أمري إلى الله تعالى.
هكذا كان يمر كل يوم دراسي، و كان عزائي الوحيد أني مجدة في دراستي. بل الأولى في صفي .... و كنت أقضي الاستراحة في المطالعة، بينما كل صديقاتي مع الأولاد في الساحة و لم تكن فتاة إلا و لها صديقها المقرب. لكن الأمر لم يكن يؤثر في.
لكن جاء اليوم الذي سيغير حياتي حيث تشاجرت مع إحدى الزميلات لأني رفضت أن أساعدها في الامتحان، فهاجمتني بوابل من الشتائم. و قالت أني ضعيفة،و مقعدة، و ليست لي القدرةعلى أن يكون لي صديق مقرب لأني منطوية،و لأني أخاف من صداقة الأولاد ....اعتبرت الأمر مجرد تفريغ لشحنة الغضب لأني لم أساعدها.
رجعت إلى المنزل، و دخلت غرفتي و بدأت تذرف عيناي بالدموع. و جعلت أفكر في كلما قالتها زميلتي خلال شجارنا، و بدأت تراودني أسئلة: لماذا لا يكون لي صديق مقرب كما لكل فتاة ؟
و في الغد و أنا داخل الفصل، بدأت تراودني أسئلة الأمس و بدأت ألتفت يمينا، و شمالا، ثم إلى الخلف باحثة عن جواب و حل لحالي، حينها قررت أن لا يكون هذا اليوم كمثله. فاليوم سأبحث عن صديق مقرب، ولقد كان الأمر بالنسبة لي قضية مصيرية، لإثبات الذات و ضحد كل ما يقال عني من عقد و انطواء، فأخذت الأمر جديا،وقررت أن أصحب أفضل تلميذ، و الذي تتمنى كل تلميذة رفقته.
بدأت التخطيط مستعلمة ذكائي الذي لم أستعمله قط إلا في الدراسة... و بعد خطط ومناورات استطعت أن أوقع هذا الفتى في شباكي.
و كنت أحيانا أقف و قفة تأمل و محاسبة، لكن اعتبرت الأمر إثباتا للذات، و معركة لابد من الفوز بها.
بدأت أرافق الفتى؛ ندخل و نخرج من المدرسة معا... و تطورت الأمور حتى صرنا نتواعد خارج المدرسة، إلى أن جاءت ساعة الضياع و الهاوية..
فبينما نحن جلوس؛ إذ أخرج صاحبي سيجارة، و طلب مني أن أجرب، و أن أدخن معه فرفضت ذلك، لكن الأمر بدأ يتكرر كل مرة نلتقي فيها..لم أشعر إلا و أنا اخرج دخان السيجارة من فمي، ويا ليتها كانت المرة الأولى والأخيرة، لقد أصبحت مدمنة، بل تعدى الأمر إلى أني ذات يوم فرطت في أغلي ما أملك ـ شرفي ـ تحت تأثير المخدر...
عدت إلى البيت و الدنيا مظلمة في عيناي: أين أنا؟ من أكون؟...
و كانت الطامة الكبرى؛ حين أحضر ساعي البريد نتيجة الدورة الأولى. وصدم كل أفراد أسرتي، و بدأت التساؤلات حول أسباب تقهقري في الدراسة.
دخلت إلى غرفتي أبكي و أفكر في السبب أيقنت أني لم أعد أنا. فقررت أن أعود كما كنت تلك الفتاة؛ التي تراعي الشرعة في تصرفاتها غير آبهة لحبائل الشيطان.
اتضح لي أن قوتي في التزامي ونجاحي .لكن للأسف فهمت الدرس بثمن غال...
فإليك أتوجه يا أختي، لا تنخدعي بالفرحة الكاذبة، والسعادة المزيفة، التي ترينها حين ترين الفتاة مع صديقها، فليس صعبا أن تفعلي مثلها لكن القوة أن تخالفيها. وأعلمي أختاه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحذر من خلوة الرجل بالمرأة و أن الشيطان ثالثهما.
إنك يا أختاه أن تغضبي ربك وأهلك والذين وضعوا الثقة فيك.