هي صديقتي المقربة؛ التي لا تسمح لي أمي بمرافقة غيرها، بل إنها لا تمانع أن أبيت عندها، فهي تعرفها جيدا كما تعرف أمها وأباها... وهي تأتي عندنا مرارا، وبيتها لا يبعد عن منزلنا إلا مسافة قصيرة.
في كل صباح أمر بمنزلها لنترافق إلى الثانوية، وندخل فصلا واحدا، ونقضي أوقات الفراغ معا ، ونعود للمنزل معا ونتبادل الأسرار ... وكأننا أختان.
اعتادت عليها أسرتي، كما اعتادت علي أسرتها، فأعتبر والديها كوالدي، وأخاها كأخ لي.
كنت أحب صديقتي كثيرا، فكانت مثالا في الأخلاق والجد والعمل ، وكنت أقضي عندها في منزلها معظم الوقت نراجع دروسنا ، وننجز واجباتنا الدراسية ، وكان يساعدنا أخوها الذي كان في مرحلة دراسية متقدمة علينا.
تعودت على حضور أخيها معنا، وحتى حين كانت تخرج وتدعنا لوحدنا، كان الحوار حول الدراسة لاغير ذلك، وكنت أرى فيه الأخ العزيز الذي أحترمه وأقدره ....
بدا تواجدي في منزل صديقتي يشتد خاصة أن الامتحانات السنوية لم يتبق سوى شهور على اجتيازها، وبدأ اجتهادنا يتواصل ، وكنا نحتاج كثيرا إلى مساعدة أخ صديقتي ، فقد كان مجتهدا .
ومع مرور الأيام بدأت أعتاد على تواجد أخ صديقتي معنا ، وبدأ ذاك الشعور الأخوي يتحول إلى إعجاب ثم إلى استلطاف... حتى صرت متعلقة به ....وأحس بالفرح لرؤيته،وهو كذلك،و كنت ألمس في عينيه ، وتصرفاته بعض الاهتمام لكن الفترة لا تسمح بمثل هذه الأفكار، فالامتحانات على الأبواب.
وفي أحد الأيام بينما كنا نراجع دروسنا، فخرجت صديقتي لتتركني مع أخيها لوحدنا ، فإذا به يضع بين يدي ورقة، ويطلب مني إخفاءها، ففعلت.
وحين خرجت من منزلهم، قرأت الورقة، فإذا هي رسالة يفصح لي فيها عن إعجابه بي ، بل حبه كما قال لي ، وتمنى علي لو أننا نتقابل خارج البيت ... شعرت بفرحة ، وعدت مسرورة إلى بيتي ... ثم بدأنا نتواصل عبر رسائل الهاتف المحمول ، واستمرت علاقتنا هذه أياما قليلة ، وقد طلب مني أن نلتقي مرارا، لكني كنت أصده دوما ... لكنه في ليلة من الليالي أسر علي، وألح أن نلتقي فوافقته على طلبه... ثم صرنا نلتقي كثيرا وبدأت علاقتنا تتطور.
انتهت الامتحانات وحلت العطلة ، وكانت علاقتنا قد تطورت وصار أحدنا لايستطيع الاستغناء عن الآخر،خاصة أنه يعاملني باحترام و حب وحنان .
وفي يوم وصلتني رسالة منه يقول فيها أن أخته مريضة تريد رؤيتي ـ لم تمانع أمي لأني أخبرتها أني ذاهبة لزيارة صديقتي لأنها مريضةـ بل على العكس اعتبرت هذا واجبا ، ولكن عندما وصلت إلى بيته، لم أجد أحدا سواه، وعندما سألته عنهم ، أخبرني أنهم ذهبوا في زيارة لعمه، ولن يعودوا قبل حلول الليل، فغضبت كثيرا ، وتوجهت مسرعة نحو الباب ، لكنه منعني وحاول إدايتي؛ فإذا بالحمل الوديع يتحول إلى وحش كاسر ؛ وأراد أن ينال مني لكن استطعت بفضل الله التخلص منه والهروب.
خرجت حامدة الله عز وجل ، وعلمت أنني أستحوذ علي الشيطان مذ وافقته على الخروج معه ، وعلمت أنني كنت على خطأ، والحمد لله أنني استفقت قبل فوت الأوان.