لم أختر طريقي بإرادتي ، بل الظروف هي التي جعلتني أفعل ، كان هذا هو معقل هربي كلما حدثتني نفسي وسألت عن كسبي ، أقول كل مرة ، أين البديل هل ترى وجدت عملا ومصدر رزق حلال ورغبت عنه ، لكن الحقيقة أصبحت عاشقا لعالمي حيث المال الوفير بقليل من العناء ، فقد أصبحت بائعا معروفا في مدينتي ، بائع مخدرات محترف.
كانت المخدرات منقذي من الفقر والحاجة ، فقد حققت بها كل ما كنت أعتبره نجوما في السماء وأنا الأرضي البائس الفقير ، فهذا المنزل الفخم وهذه السيارة الرياضية ، وتلك المكانة المرموقة ... وحصلت على حياة سعيدة أعتبرها .
لكن رغم هذا فقد كنت مساعد الفقراء والمحتاجين، وملاذهم في كل حين ، فأتصدق على كل من لا يملك ثمن المخدرات ، وكنت أساعد المعسرين، وكان من عادتي كل يوم جمعة زيارة المستشفى لرؤية المرضى ، ولم أكن أعتقد أني سأكون يوما على أحد أسرته.
لكن كانت قدرة الله تعالى وإرادته، أقوى وأعظم فقد دخلت المستشفى؛ لكن ليس لزيارة مرضى لا قرابة لي بهم ، لكن هذه المرة جئت برفقة أعز ما أملك في هذه الدنيا ، تلك المرأة التي كانت سببا في وجودي، هذه المرأة التي كانت دوما تنبهني إلى عملي وسوء خاتمتي ، فهي التي كانت تقبل من أخي الذي لايملك قوت يومه ، تفرح بقليل يعطيها، وترفض مني حتى الهدية ، بل طلبت منها أن أرسلها لقضاء مناسك الحج ، لكنها أجابت: أأ بتغي رضى الله بمال حرام.