akram وسام الوفاء
عدد الرسائل : 152 العمر : 43 العمل/الترفيه : قهثى معدل التقييم : 6213
| موضوع: السعادة؟؟؟؟؟ الجمعة يوليو 04, 2008 4:07 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الأحبة، السلام عليكم ورحمة الله. المبحوث عنه اليوم السعادة؟؟ وما أدراك ما السعادة؟؟ كثيرة هي الدراسات الفلسفية والسيكولوجية التي جعلت مبحث السعادة مبحثا أساسيا، وعلى الرغم من النظريات المتعددة ، فإن المبحوث عنه ظل أمنية معسولة ووهما لا يتحقق،بل على العكس هناك من توصل إلى أن السعادة تكمن في إنهاء حياته والانتحار لتسريع عملية الفناء،إنه الحمق والجنون النظري الفلسفي المختل؟؟؟؟؟ السعادة أحبتي هي في الأصل والجوهر قيمة إنسانية عظيمة،قد نعبر عنها أحيانا بالتوازن وفي مرات أخرى هي الارتياح أو ما عبر عنه الثرات الاصطلاحي الفلسفي اليوناني ب" الأتاركسيا"لا يمكن تحقيقها إطلاقا إنما تحقيق نسبة منها ودرجة من درجاتها أمر ممكن وقائم،إلى هنا الأمر واضح، لكننا نحن معشر المسلمين لدينا مبحثا عن السعادة أبدع فيه جهابدة الفقهاء والعلماء،منطلقين في ذلك من المصدر القرآني ـ السني، وجعلوا من السعادة غاية كل مسلم ومسلمة، شريطة السعي إليها بالترقي في سلم الإيمان تربية وعلما، ومن تمة كانت السعادة اجتهاد وتوفيق من الله تعالى يتم بلوغ درجة أونسبة منها بنسبة التدين والقرب من الله تعالى،وتغيب عن نفس المؤمن كلما عمي عن طريق الله وزاغ عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فالسعادة إذن،هي في حسن إسلام المرء وطاعته للخالق سبحانه، بل أكثر من ذلك إنها منة ومنحة ربانية لكل من سعى إليها مجاهدا نفسة الأمارة بالسوء،وطلبها من خلال العمل الصالح،قال جل جلاله:" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا". السعادة في الإسلام ليست في الأكل والشرب واللبس، والمرأة الحسناء والمال الوفير،إنما هي موصولة بطلب الآخرة انطلاقا من الدنيا،أي السعادة الحقيقية هي عمل يومي متواصل يجد فيه المؤمن ويطلبه طلبا حثيثا،حتى إذا توفاه الله تعالى كام مقامه في الجنة الخالدة مرتع السعادة ونبذ الشقاء، هنا يتضح الفرق بين الفكر البشري والفكر الرباني ، فالأول السعادة عنده في كل ما هو مادي وضعي،يلبي الحاجة ولو على حساب القيم والأخلاق، في حين الثاني السعادة بالنسبة إليه أخلاق وقيم تجمع بين ماهو مادي ورحي، بين ماهو دنيوي زائل وأخروي دائم، الله تعالى وضع السبل في كتابه العزيز لبلوغ مقامات السعداء،وكانت بالفعل سعادة عملية قابلة للتحصيل، عكس تلك الفلسفية بعيدة المنال، بل هي عبث بالعقول واستيهام بالنفوس، وفراغ في فراغ، ويكفي النظر فيما آلت إليه "وجودية سارتر" و"مثالية هيجل" و"مادية ماركس" كلها بحثث عن السعادة الدنيوية فكان مصيرها الفشل والفناء. السعادة في معية الله تعالى ، السعادة منحة ربانية ، السعادة جهاد للنفس والهوى، السعادة حلاوة إيمانية لا يدركها إلا الصالحين ، السعادة همٌ وهمَة وسعي دؤوب بالليل والنهار. لانريد سعادة فلسفية وإنما نريدها سعادة أبدية،فاسأل الله المعطي يعطيك واطلبه بإلحاح ولا تتوانى فلا محالة ستكون سعيدا بقربك منه . الله تعالى نسأل رب العرش العظيم أن يرزقنا سعادة الدارين ، وأن يحفظنا من الضنك والشقاء. آمين آمين، والحمد لله رب العالمين.
| |
|