الحمد لله الذي جعل في صلة المسلمين بالقرآن عزة وكرامة وشرفا في الدنيا والقيامة وصلى الله وسلم على عبده المصطفى القائل " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه " اللهم صلي وسلم على عبدك المصطفى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار في دربه إلى يوم الدين ..
أما بعد:فليس هناك خير ولا افضل من الحديث في القضية السعادة التي هي لب هذا الشهر الكريم وروحهكنا قد تحدثنا في الموضوع السابق عن أول سبل هذه السعادة في هذا الشهر ، واليوم إن شاء الله نتحدث عن وسيلة أخرى لها تأثيرها ونتيجتها عظيمة ان شاء الله. الإنسان إجتماعي خلقه الله وفطره على حب الإجتماع ولا تكتمل سعادته إلا بذلك ، هل رأيتم عريسا سعد بعرسه دون وجو مهنئين وإخوانا يفرحون معه؟ هل رأيتم إنسانا جزع لوفاة عزيز او فقد ثمين سري عنه وعاد سعيدا دون تدخل أقرب الناس إليه ومواساته؟هكذا الإنسان إجتماعي يتأثر ويؤثر. لقد امتدح الله امر الإجتماع والجماعة وأمر بهما في كثير من المواطن في كتابه العزيز وفي سنة حبيبه صلى الله عليه وسلم مثل قوله تعالى لنبيه في سورة الكهف[size=21](وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ) وجعل الصلاة جماعة وشرع الجمعة لاجتماع المسلمين وأمر المسلمين بالنفور جميعا فقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (71) )النساء. { ثُبَاتٍ } أي: جماعة بعد جماعة، وفرقة بعد فرقة، وسرية بعد سرية.
وقد امر رسوله صلى الله عليه وسلم بالإجتماع على قراءة القرآن ومدارسته ورغب في ذلك بقوله { وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده } وقوله { لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده } مسلم الإجتماع نحن مأمورون به لأنه يساعدنا على العبادة ويقوينا ويعيننا عليها ونجد فيه راحتنا ونلمس تلك السعادة التي نرجوهافإذا أردت أيها الأخ الطيب ان تسعد في شهرك وحياتك فاجعل لك صحبة صالحة وجماعة تعيش معها الذهاب إلى المسجد والرجوع منه وتشاركها في اعمال الخير وفي ذكر الله والتذكير به.نعم إنها الوسلة الأنجع لتكون سعيدا في رمضان ، تخيل نفسك تذهب إلى الصلاة وتجيء وحدك وتفطر وتتسحر وحدك وتتسوق وتجول وحدك قارن بينها وبين أن تعيش ذلك كله مع صحبة فيها بشاشة وضحك ، فيها أنس وموساة ، فيها منافسة وتكريم ، فيها مذاكرة ونصح ورفقة.إذن ابحث لك عن زمرة طيبة تفطرون عند بعضكم وتعبدون الله مع بعضكم وتتشاركون الهموم والمسرات وتعينون غيركم وتدعون بعضكم وغيركم إلى اللهتجعلون ذلك حبا في الله وتعاونا على طاعته ودعوة في سبيله ، تفطرون الصائمين وتحسنون إلى حيكم وعشيرتم والى الضعفاء والمحتاجين.فتسرون بالرفقة وتسرون بأعمال الخير وبهذا التجمع على الخير.جرب أخي وستجد لذة للعبادة وسعادة في هذا الشهر.بل تجد شهرك هذا مميزا عن كل الشهور. ما رأيك أيها الحبيب؟ العدد السابقمن القلب ::: سلسلة رمضان السعادة 1 ، بقلمي | 1 | 2 |
[/size]
جعلنا الله وإياكم من السعداء
ورزقنا حلاوة الإيمان